Ad Code

Responsive Advertisement

الزينى بركات جنزورى المماليك

الزينى بركات جنزورى المماليك

الزيني بركات


حكاية النهاردة بالمجعلص عن رجل لكل العصور
وبالهجايص عن شبشب ف رِجل أى حاكم
عن شخصية ملفتة ف نهايات عصر المماليك وما تلاه
عن محتسب مصر ف لحظات فارقة من حياتها
عن لحظة دخوله ع مسرح الأحداث وحتى أخر مشهد له
لنتعرف سويا على كيف يموتون اولاد الوسخة
عن الزينى بركات نتحدث






المصادر
بترتيب الاعتماد عليه والاهمية
1)
بدائع الزهور فى وقائع الدهور - ابن إياس
2)
واقعة السلطان الغورى مع سليم العثمانى - ابن زنبل
3)
دراسة عن حركات التمرد فى مصر
فى بدايات العصر العثمانى - أسامة محمد أبو نحل
.....
وغيرها من مقالات ع النت لا يتسع المقام لذكرها


"وكان الزينى بركات له سعد خارق
وهو مسعود الحركات في أفعاله ، محببا للناس"
ابن اياس


احنا دلوقتى سنة 1501 لما ظهر الامير قنصوه
أو قانصوه الغورى كأقوى مماليك السلطان قايتباى قبولا
بين الامراء وأصروا على تنصيبه سلطانا بعد فترة
من الاضطرابات وتواتر على البلاد اكتر من سلطان
ف مدة قصيرة ماتوا اغلبهم مقتولين
وآنص كان بيعيط ورافض يتسلطن
خوفا من انهم يقتلوه زى اللى سبقوه !


والامرا كانوا شايفينه مناسب جدا لأنه يتقلش ف أى لحظة
ولهذا اختاروه مكنوش يعرفوا ان هذا الداهية
اللى عدى الستين والزمن علمه وعلم عليه
انه هيقعدلهم حوالى خمآشر سنة الا شهور بسيطة
ويورىهم ويورى البلد أيام سودة
ابن اياس بيقول عنها
ان كل يوم عدى ع الناس بألف سنة مما تعدون
والراجل ما صدق قعد ع الكرسى
وابتدى يلم البلد ف عبه
ويقصى المنافسين
ويهادن المماليك القرانصة اللى هما المماليك القدامى
بتوع السلاطين اللى قبله ويزود ف مماليكه الجلبان
عشان يقوى عزوته ويحلب ف البلد اللى كلها خير دى
وخسارة ف شعبها يتهنى !


سنة 1503م هيظهر ف الأفق ... بركات بن موسى
والحقيقة انه شخصية ملفتة فعلا
واللى يقرى بدائع الزهور الجزء 4 و5 هيدرك بين الصفحات
اللى عدت ال500 لكل جزء
ان الزينى بركات شخصية محورية
ولها ثقل ومش عادية ابضننننننن

ودا بيفسرلى اشمعنى دى تحديدا
اللى أفردلها جمال الغيطانى رواية بحالها
فعلا الراجل دا كان داهية وحية تتلوى
وعنده قدرة مذهلة مش عند الحرباية
لولا ساعة الاجل وتفاصيلها اللى تفوق أى دراما
ممكن تيجى ف خيال أى حد

وعلى عكس ما الراوية بتروج لإنه شخص مجهول أصله
ومدياله ظلال غموض وسسبنس
الواقع انه
"الحاج بركات بن موسى وكان اباه من العرب
وأمه تسمى عنقا ثم بقى في ركاب الملك المؤيد
أحمد بن الأشرف إينال فأستقر برددار السلطان
ومتحدثا على جهات البهار وغير ذلك من أمور المملكة "
برددار يعنى حاجب

وعدت فترة زمنية كمن الاخ فيها لحد زمن الغورى
"كان بركات بن موسى من جملة صبيان البزادرة
الذين يحملون الطير على أيديهم "
بيراعى صقور السلطان يعنى
ثم غضب الغورى على المحتسب
على بن أبى الجود اللى كان شخصية منحطة وانتهازية
وطماعة الخ
فقرر الغورى يستبدله بشخص تانى

تويتة مستقطعة بقى ..
سلطاننا الهمام اللى فيه ناس بتحب تذكره بكل الخيير
من جملة مساوئه انه كان بيرتشى
وبيقبض فلوس ع الوظايف بتاعت الدولة
يعنى أبجنى أشغلك
وطبعا بعد الراشى ما يستلم وظيفته
بيقعد بقى يلم ف مكاسبه
+
الفلوس المقررة عليه من السلطان !

ابن اياس مقالناش بركات دفع كام ف الشغلانة دى
بس قدام شوية هنسمع عن المبالغ اللى تفهمك
ان الراجل كانت إيده فِرطة وفييّس ودفّيع وكله نظر !
ومعزلناش المحتسب القديم ونسيبه يروح بيته كدا !
لازم نعذبه ونقرره فين الفلوس اللى عليه واللى معليهش !
ودى كانت اول مهمة يوكلها السلطان للمحتسب الجديد
اللى ورى على بن ابى الجود الهنا كله أشكال والوان
وأحجام وبالطول والعرض والوِرب
لحد ما خد منه كل اللى يقدر عليه ودفعه للغورى


تويتة مستقطعة تانية شغلانة المحتسب دى
كانت من الوظايف المحددة بمهام حفظ الأسواق والعدل
تعريف المحتسب ووظيفته هيا الامر بالمعروف
والنهى عن المنكر .. ف المطلق كدا
لكن على أرض الواقع هتلاقيها مطاطة وهلامية
وحادفة ناحية حاجات تانية كتير
ملهاش علاقة بالمعروف خالص وبعضها منكر !

فيما يتعلق بالزينى بقى هتلاقى أغلب المهام
اللى بيقوم بيها بناء على اوامر السلطان
رايحة ف اتجاه البوليس السياسى والداخلية كدا
هتلاقى اسمه مقترن بأن يكون المتولى
على عقاب شخص ما وتعذيبه
أو ان يكبس على داره
ويفحص عن أمره
أو ترسيمه (حبسه) لاستخلاص اموال
المهم أى مصيبة وخلاص

طبعا بجانب تسعير السلع ف الأسواق وقت الأزمات
وهنلاحظ انه التجار مكنوش مبسوطين منه
أغلب الوقت وبيشتكوه للسلطان
والغورى يعمل متأثر ثم يطنش
كل المهم ان المعلوم يوصله واياكش أى حاجة تولع !

الزينى بركات راخر كان صايع ويتفاتله بلاد
كان عارف مفتاح شخصية الغورى كويس
فكان بيلاعبه ويفيد ويستفيد
هتلاقوا خلاصة الـ 11 سنة اللى قعدهم محتسب
ف زمن الغورى جملة بتكرر كتير
السلطان ينزل ف مناسبة فبركات يعمل عزومة
ويمد الأسمطة شىء وشويات وآنص يهيص ببلاش
" ومد له الزينى مدة حافلة وما أبقى في ذلك ممكن
من أطعمة فاخرة وحلوى وفاكهة وسمك وخرفان شوى
وغير ذلك "
وكل رمضان له طلعة للقلعة بالـ
"اللحم والخبز والدقيق والسكر على السلطان
وهو بالميدان"
فيخلع عليه الغورى ويروقه
وينزل المحتسب وسط عزوته بعدها
ويعملوله حفلة ودوشة وهيصة
وكان بركات شبشب ف رِجل الغورى ينفذله ما شاء
الحقيقة ابن اياس بيقول انه الناس كانت بتحب
الشخصية الوسخة دى وبتفرحلها ف الخير
وتزعل لو مسها ضر !
هوه نفسه كتب فيه شعر ف كذا موضع
وبيفوتله بلاوى
نذكر منها مثلا واقعة الغورى مع بعض المماليك ..


حصل ف وقت ما انه النفقة اتاخرت ع العسكر
فطلعوا للغورى يطلبوا اللى ليهم
الراجل مكنش عنده فلوس وهوه عنده جوه
وهما عارفين طبعا
الظاهر علوا صوتهم وبعتروا كرامته حبتين
فقال مش لاعب واخلع نفسى
راحوا نازلين ع القاهرة وبهدلوا اسواقها ايما بهدلة

"فتوجهوا الى سوق جامع احمد بن طولون
فنهبوا منه عدة دكاكين وكذلك دكاكين الصليبة
تم توجهوا الى سوق تحت الربع
" ولما القاهرة كادت تنهب عن اخرها
ضح الخلق والشكوى وصلت للسلطان
عمل ايه بسلامته ؟


"رسم السلطان الى بركات بن موسى ان ينزل
ويحرر عن أمر النهب فوجد ما ُنهب للناس
خمسمائة وسبعون دكانا"
حلو
وعوضتوا الناس بقى ؟
"وراحت على الناس أموالها "
يا حلاااااوة طب نزل ليه وهز طوله
وتاكسى رايح وتاكسى جاى ؟!!

وبركات كان ساكن ف بركة الرطلى
ودا كان سكن الوجهاء والكبرات
وطبعا غير بيوتات اخرى ف حتت تانية
كان عنده ثروة كبيرة محدش عارف اولها من اخرها
وطبعا كلنا عارفين لاممها منين !

السلطان كمان كان عارف المعلومة دى !
مش بس المحتسب وانما أغلب المباشرين اللى شغلتهم
لم الفلوس من الجهات المنوطين بيها
ف مرة اتزنق ف فلوس فاتسلى عليهم
وجمعهم كلهم وقرر عليهم 600 ألف دينار !
كان رقم مرعب وابن اياس بيقول
" فنزلوا من القلعة وهم سكارى بلا مدام "
ودفعوها طبعا .. ميقدروش يقولوا لأ
بس جمعوها تانى من لحم الناس كالمعتاد

ف سنة 1512م حد وقّع بين الغورى وبركات
فالراجل حطه ف الترسيم .. قبض عليه يعنى
وحطه تحت اقامة جبرية وطلب منه يدفع حساب 4 سنين
عن الجهات المتكلم عنها وبيلم إيرادها !
بركوتة قعد ف الترسيم 8 أيام دفع ف كل يوم 100 دينار
وشكرا
ثم السلطان خرجه وعفا عنه لما راق من وزة الشيطان دى


ابن اياس بيوصف الخروجة:
" افرج السلطان عن الزينى بركات وألبسه كاملية صوف
بسمور ونزل من القلعة في موكب حافل
ومعه جماعة من أرباب الدولة فزينت له القاهرة
وقدت له الشموع والقناديل على الدكاكين
وتخلق الناس بالزعفران
حتى زينت له بيوت بركة الرطلى
بالشدود الحرير الأصفر والكوامل الحراير
الحراير الملون فعلت في الطيقان
وانطلقت له النساء بالزغاريت ولاقته الطبول والزمور
ومغانى النساء وكان ساكنا ببركة الرطلى في أيام النيل ..."

وبيقولنا ما يلى :
" وكان الزينى بركات محببا للناس على أيام ولايته
على الحسبة ولما قبض عليه السلطان رثوا له الناس
وكانت الاعداء شنعت عليه ان السلطان يقصد شنقه
مثل على بن ابى الجود ، فنجاه الله تعالى "
مؤرخنا بياكد ف أكتر من موضع
ان الزينى بركات كان له شعبية


وانه واضح انه زى ما كان بيعرف يلاقيله سكة
مع السلطان بيعمل كدا كمان مع الناس
اللى يقرى الفترة الزمنية دى من اواخر عهد المماليك
هيلاقى كمية جرايم بتحصل يوميا وميعرفوش مرتكبها
او يعرفوه ويمسكوه
ويفرج عنه لما يدفع
او يكونله ضهر ...
وبعض الحوادث والجرايم بتحصل
ثم تلاقى الجملة دى ف نهايتها ..
" فلم تنتطح في ذاك شاتان "
يعنى محدش قام ولا تعب نفسه يعمل حاجة
لا سلطان ولا محتسب ولا كلب سكك حتى !
ودا بيقولك ان البلد كانت سايبة .. حرفيا
لكنها شكليا اسمها بلد
وفيها - لامؤاخذة- مؤسسات وكدا

وبما ان السلطان قاعد ع الكاشير وبيقبض من أى حد
هنسمع هنا عن واحد اسمه ... أحمد بن الصايغ
وحمادة كان دراع الزينى اليمين ومساعده
وحبيبه وتربية إيده
وبعدين متعرفوش قلب عليه ليه وايه الأسباب ؟
لما سمع بترسيم الزينى وغضب الغورى عليه
قال ابقى محتسب بداله !
"فقصد ان يشترى الزينى بركات من السلطان
بثلاثين الف دينار فلم يوافقه السلطان على ذلك
ونهره فخاف وغيب واختفى "
ايوه طبعا .. 30 ألف ايه
والغورى يقدر ياخد قدهم اضعاف اضعاف يا أهبل !


اللى حصل بقى ان السلطان بعد ما خرج الزينى بركات
من الحبسة دى قرر عليه من 30 -40 ألف دينار كل شهر
يا ثاااامح
وبركوتة وافق يدفع وطبعا كلنا عارفين
هيجيبهم من جيب مين

وبركات كان شاطر ف مهنته
اللى هيا ظاهريا الحِسبة
لكنها كانت زى ما قال عمنا احمد فؤاد نجم كان
" مخلب لراس الغول"
هوه اشتغل يد قذرة بتقوم بالمهام الدموية المنحطة
والمهم الفلوس بغض النظر عن مين اللى هيستخلصوها منه
واذا كان معاه ولا لأ !
مثلا ...
كان فيه واحد من رجالات الدولة اسمه ابن عوض
غضب عليه الغورى فأخده الزينى لبيته ... يقرره
"واشيع بين ال الناس ان الزينى تسلم ابن عوض
على مائة وخمسين الف دينار فشرع في عقابه وضربه
وعصره .. "

وطالما بيدفع للسلطان
يبقى الرضا السامى شغال يونيفرسال :
"فتزايدات عظمة الزينى بركات وصار محتسبا
واستادار الذخيرة الشريفة وغير ذلك من الوظائف السنية
وكان الزينى بركات له سعد خارق وهو مسعود الحركات
في أفعاله محببا للناس "

والحرب مع ابن عثمان على الأبواب
ظهر فجأة على المسرح من تانى أحمد بن الصايغ
واستجار بالامراء انه ياخد الحسبة ويدفع مبلغ وقدره
الغورى رفض اكراما للزينى
لكن عزل بركات من المنصب دا وسابله باقى المناصب
محدش عرف ايه السبب
لكن مخلب راس الغول فضل بخيره ونفوذه

وف لحظة محورية بقى زلة لسان لابن اياس
تخليه يقول الحقيقة العارية وش كدا
لما بركات بن موسى بسبب الاستعداد للحرب
يجور على نصيب اولاد الناس من المماليك
واللى كان مؤرخنا العزيز منهم فيقول
"وهذه الأموال العظيمة التي سعوا بها هولاء
ما يستخلصونها الا من اضلاع المسلمين والأمر لله "
دلوقتى افتكرت يا حاج !
وابيات الشعر اللى مغرقة الجزءين الرابع والخامس !
لما جه على قوتك بعبعت باللى بيحصل !
وقبل كدا مسمعناش كلمة وحشة ف حقه
وتقولى محببا ومعرفش ايه !
إيخصصصص
نهايته
..
محدش بينجرح قوى الا لما ينقرص قوى


الغورى ف أيامه الاخيرة قبل السفر للشام ف معسكره
بيعين طومان باى قريبه "نائب غيبة" ثم و
"اخلع على القاضي بركات بن موسى
وقرره في الحسبة عوضا عن الأمير ماماى
الى ان يحضر وجعل الزينى بركات بن موسى متحدثا
في جميع جهات السلطنة الى ان يحضر السلطان .. "
بركوتة أصبح بموجب هذا القرار تقريبا الكل ف الكل
" فتضاعفت قوة الزينى الى الغاية
وصار في مقام نظام الملك
وهو المتصرف في أمور المملكة
والأمير الداودار معه كاللولب يدوره كيفما شاء "

الأمير الداودار اللى هوه نائب الغيبة حاليا
السلطان قريبا .. طومان باى
مكنش بيطيق أم الزينى بركات دا خاليث خاليييييث
لكن بما ان عمه الغورى كان بيثق فيه وبيقربه
فسكت وحط اسمها ايه دى ف بوقه مضطرا
لأن مفيش حل تانى
وسافر أبو سامية الى الشام
لملاقاة ابن الوارمة سليم


وفى مرج دابق اتسحل جيش السلطان
بعد ما كان كعبهم عالى
بفعل الخيانة وتقاعس مماليك الغورى
اللى ف وسط الهزيمة اتنقط واتشل ووقع من على الفرس
بعد ما آيس من النصر
سنة 1516م الكلام دا

ومات وجثته اختفت تحت سنابك الخير
قيل بعض مماليكه لقوا الجثة وقطعوا راسه
خوفا من وضعها على رمح والتفاخر بالهزيمة
والأغلب قالوا ملقينالوش جِتّة وزال ملكه كله بلحظة
كما قال ابن اياس
ووصلت اخبار الهزيمة الى القاهرة

والقاهرة مضطربة وف رجعة الامراء المهزومين
والنحيب والبكاء فى بيوت كل المقتولين
اتفق الأمرا على ان يكون طومان باى السلطان
بعد عمه
الراجل تسلطن مرغما بعد وساطات
الشيخ ابو السعود الجارحى
وبدأ الاستعداد بجيش جديد لقتال ابن عثمان
وعاوزين فلوس بقى
والعسكر مطلعين عين السلطان الجديد
والخزنة مفيهاش أى فلوس والوضع سىء
وطومان مش عاوز يحمل الشعب بأعباء
ولا يلم منهم فلوس زى ما شاروا عليه الاوغاد
وف وسط الهيصة دى يطلعلنا من تحت الأرض
غريم الزينى بركات القديم
احمد بن الصايغ اللى قال للسلطان الآتى ..


قال
" انا اثبت في جهة بن موسى للسلطان مائة الف دينار"
واللى هوه لايمونى عليه اطلعلكم الفلوس من حبابى عينيه
وانا عارف اسراره ومخابئه والأعيبه الخ
طومان باى مكنش طايق ام بركات وعاوز فلوس للحرب
فوافق ع القصة دى وقاله ماشى
بس وخدنا الـ
ok
راح الصايغ
" وكبس على نساء ابن موسى الاثنتين وقبض عليهن
ونهب ما في بيوتهن من قماش وأمتعه
وقبض على عبيده وغلمان وحاشيته "
طومان باى فؤجى بالزينى بركات بيقوله
"انا أثبت في جهة ابن الصايغ بمائتى ألف دينار "
آمجانين
والحوار دا اتدفع فيه 300 ألف دينار من الهوا كدا !
واتقبض على ابن الصايغ اللى الزينى طبعا عمل فيه وسوى
... لولا جاتله ف سكته حكاية
خلت وضعه يتهز تانى وطومان باى يعاقبه
فيما يعرف بـ
"كاينة الشيخ أبو السعود "
واللى بدأت بتغول الزينى على احد التجار
واسمه الدمراوى
حلو ؟

التاجر دا معرفش ياخد حق ولا باطل مع بركات
وخاف من الأذى
فراح يستجير بالشيخ ابو السعود الجارحى
فالشيخ سمع شكواه واجاره وقعده ف حمايته
بركات يسكتشى بقى ويتكن ؟
لأ الغرور ملاه وخد بعضه برجالته
وراح بيت الشيخ ابو السعود
وقاله هات اللى مخبيه عندك !

الشيخ أبو السعود بهدله وسمعه كلام منقى
وبعدين نده بعض مريديه
اللى اخدوا الزينى مكشوف الراس
(ودى كان عيبة كبيرة وقتها )
" فأمر الشيخ بكشف رأس ابن موسى
وضربه بالنعال فصفعوه بالنعال على رأسه
حتى كاد يهلك "
ضربوه بالُصرم يا نفيسة

وجه امير يسال عنه فالشيخ ابو السعود
قاله قول لسلطانك حصل كذا وكذا
فطومان باى لما عرف .. ما صدق الحقيقة
وقال كلام مولانا الشيخ يمشى
ابو السعود قال يعزل من الحسبة
لأنه يؤذى المسلمين فطومان قاله يعزل طبعا
والله ما هى راجعة !
دحنا ما صدقنا !
شوية ومحاسيب الزينى
والمواطنين فئة متلازمة استوكهولم اتنفضوا
ومعجبهمش الحال
وقالوا الشيوخ بتتدخل ليه ف امور الدولة
ولازم الزينى يطلع من حبسته
فعفا عنه طومان باى لما لقى الدنيا قلق ومش ناقصة
وبعد عفو من الشيخ الجارحى برضو
وخرج الموكوس موطى ومدلدل
طلع للقلعة ليه ؟؟
قالك
"طلع الزينى بركات بن موسى الى السلطان
طالبا ان يعيده الى وظائفه فلم يلتفت اليه
ونزل من عنده بلا طائل وهو في التوكيل حتى يغلق
ما قرر عليه من المال فتوجه الى بيته
وهو في غاية الذل بعد ما زينت له حارته في سويقة اللبن
وخلقت له جماعته بالزعفران "
كان متعشم وانكبس






وهندفع من غير شغل نجيب منين يعنى ؟؟
ودار الحوار الآتى بين السلطان والمحتسب المعزول
- هات يا بنى الفلوس اللى عليك للدولة ؟
- معييش يا باشا
- خلاص احبسوه تانى !

وطومان باى مقعدشى كتير
الجدع يا كبدى انهزم بعد معارك وكر وفر
وحرب شوارع ومقاومة حقيقية
قبض عليه غريمه ابن عثمان بعد الخيانة من ابن مرعى
اللى استخبى عنده

وشنق الفارس النبيل على باب زويلة
بعد مدة حكم 3 شهور 14 يوم بس
ليصبح بذلك اخر سلاطين المماليك
واللى فات حمادة واللى جاى حمادة تانى خالص
سليم الأول
بعد ما يدخل بجيشه القاهرة
وجنوده يستبيحوها
فيقتل من اهلها حسب تقديرات المؤرخين
من 10 الى 25 ألف انسان فى غضون أيام
ينسحق المماليك ويقبض على معظمهم
الا من قتل ف المعارك او هرب
يقعد سليم ف مصر 8 شهور تقريبا
وبعد ما يلم كل غالى ونفيس وياخد معاه رهاين
من كل الحرف والوظايف ورجالات الدولة
وأى حاجة تقوم للبلد قومة بعد رحيله
يترك حامية عثمانية تناطح الوالى المعين لنيابة مصر
خاير بك اللى كان له اليد الطولى ف سقوط مصر
بين ايدى العثمانيين

وخاير بعد رحيل ابن عثمان هيبص حواليه
مين يساعده ف السيطرة ع الامور ادارايا
ميلاقيش الا بوز الاخص شوال الفساد .. الزينى بركات
فيقوله يا حبيبى تعالى الحقنى
"اخلع على الزينى بركات بن موسى
وقرره مدبر المملكة وناظر الحسبة الشريفة
وناظر الذخيرة وناظر البيمارستان المنصورى وغير ذلك
من الوظائف فتزايدات عظمته واجتمعت الكلمة فيه
وصار عزيز مصر في هذه الأيام الفترة
فتوجهت الناس الى بابه لقضاء جوائجها
وصار هو حاكم البلد "


قالك عزيز مصر ومدبر المملكة
وناظر الحسبة الشريفة وناظر الذخيرة
وناظر البيمارستان المنصورى وغير ذلك من الوظائف .. اسم الله !!
ليه الرجالة كلها فرمها قطر ومحدش نجى غيره !
كل دى وظايف ف ايد بنى آدم واحد !
على رأى المثل .. قرد وحارس وبياع مكانس !

كفاية كدا لأ نزود كمان سنة 1518م
"اخلع امير الامراء على الزينى بركات بن موسى
المحتسب واستقر به امير ركب المحمل
وكانت هذه الوظيفة لا يستقر بها الا امير مائة مقدم ألف
ولعمرى ان هذه الوظيفة هانت حتى سامها كل مفلس "
بالبلدى كدا
ان الشغلانة لمت !

مش عاوزة ادوشكم بالتفاصيل بس اللى يقرى
وصف الموكب يتخض
وابن اياس بيقول انه محدش شاف موكب كدا
من ساعة سفر سليم الأول :
"وكان ذلك من الأيام المشهودة قل ان يقع لأحد
من الأعيان موكب مثل ذلك فلهج الناس بهذا الموكب
لعله كان نهاية سعد الزينى بركات بن موسى "



الحق يقال .. بركات دا أبو الحركات فعلا
كان عارف ازاى يلاعب كل قرد
خاير بك كان متعكنن بالحامية العثمانية
اللى عسكرها كانوا قاعدين على قلبه ف القلعة
ومطلعين ترابنتينه حرفيا وكان بيسكر ويدهول
ويرتكب مظالم كتير والمنصب كبير عليه
والناس كارهاه وحاجة اخر قرف
قوم ايه ؟
بركات يلمه ف عبه ويداديه ويتفاهم معاه بطريقته
دا لم البلد كلها ف عبه جت ع الفسل دا يعنى !
فيه واقعة تقولك ازاى كان بيتصرف ف الامور
بمنتهى البساطة والبراعة ويحولها لصالحه بسلاسة
بمناسبة الكلاب اللى ف الشوارع الأيام دى
بيقولك ف سنة ما الكلاب كانت كتيرة وبتهوهو
وتعمل ازعاج .. فخاير امر بلمها وقتل بعضها
عن عادة متبعة عند العثمانلية كل سنة
قوم ايه
أمر بانه الكلاب من دول ينقتلوا ويتعلقوا على الدكاكين .. !
كان بينقتل 500 كلب تقريبا يوميا !!

فيه ناس طيبين ولاد حلال اتخضوا م المنظر !
تقتلوهم ليه وتعلقوهم كمان ع الدكاكين !
جتها نيلة اللى عاوزة خلف !
فاشتكوا للزينى وهوه معدى ف السوق
وقالوله شوفلك صِرفة ف النصيبة دى الله يكرمك !
راح بركوتة طالع القلعة وقابل ملك الأمراء خاير بك
وقاله نصا
...

" لا تتعرض لقتل الكلاب فأن ازبك أمير كبير
تعرض لقتل الكلاب الذين كانوا بالازبكية
فلم يعش بعد ذلك غير سنة واحدة ومات "
طبعا خاير لما سمع الكلام دا اتوهم
وقال خلاص نوقف القتل ونزل الزينى
والناس بتهلله ومنشكحة وتحلف بحياته !






واستمر رجل كل العصور على نفس النهج
يدفع للحاكم وياخد م المحكوم ويعمل الولايم على حسابه
ويدفع المعلوم الخ
لحد ما جه اجل خاير بك ومات بعد فترة مرض
غير مأسوفا عليه من الشعب
يلا
..
ف داهية





"كانت مدة نيابته على مصر خمس سنين
وثلاثة اشهر وسبعة عشرة يوما"
ومات بعد أن
"قتل بمصر فوق العشرة الاف انسان "

كان وقتها سليم الاول مات ف داهية راخر
ومسك مكانه ابنه .. سليمان
كان ساعتها لسه صغار بقى
ودا طمع جان بردى الغزالى ف الشام ع الخروج عليه
اما ف مصر .. فخاير بك كان أجبن من ذلك
وقعد ف القلعة زى الفار المذعور
ولما مات .. الخبر وصل للعثمانلية
اللى بعتوا للوزير مصطفى جوز اخت سليمان
وكان حاكم جزيرة رودس
فالراجل ركب البحر وف اربع ايام كان عندنا ف بولاق
ومنها ع القلعة ف موكب مهيب
وبيقولوا انه كان بيطنش مقابلة ارباب الوظايف والكبرات
وكان متقنعر عليهم
طبعا
حماه سلطان واخو مراته سلطان






وابتدت تظهر اشاعات عن عزل الزينى بركات من الحسبة
وتولية احد العثمانلية اللى جم مع النايب الجديد
لكن شوية الاخبار اتكدبت ونودى ف الأسواق
بأن المحتسب هو الزينى ولا فيش غيره !
يا دى النيلة الزرقا !
#جنزورى المماليك دا ولا إيه !!






والموضوع دلوقتى هياخد منحى تانى خااااالص
والاخبار من عند ابن زنبل الرمال
اللى حكاياته مليانة أسرار واثارة وتشويق
وهوه اللى هيمسك طرف الخيط من ابن اياس
ويقولنا انه حصلت ثورة على الوالى الجديد
اللى طلعله زى الخازوق اتنين من الكشاف يتمردوا عليه
وعلى دولته

وبيقول انهم جانم واينال انتقموا لطومان باى
ف زمن خاير بك
" ان كاشف الفيوم والبهنساوية جانم المذكور
وكاشف المحلة اينال الطويل ولاه المحلة
خاير بك ثم ان جانم واينال الطويل نويا على العصيان
وغزوا على حسن بن مرعى وابن عمه شكر وقتلوهما
لكونهما غمزوا على طومنباى "
وبعدين اخدتهم الجلالة وقرروا
" وانها يأخذان البلد من العثامنة
وقالا مات الفاتح وهو السلطان سليم وولده سليمان
ليس له قدرة على المحاربة ولو جاء لحاربناه
،فجمع كل منهما ما قدر عليه من الاشقياء
واوباش الرجال وساروا الى الشرقية يعكسوا بها "
والخبر ذاع وانتشر







" فبلغ خبرهم الى مصطفى وكان باشاة مصر
في ذلك الزمان فجمع الصناجق والاغوات والعساكر
وأردا ان يجرد عليهم بنفسه"
راح طالع
"القاضي موسى بن بركات الى الباشا وقال له
يا مولانا الوزير لا تحمل هما بسبب هولاء
اكتب الىّ كتابا بالأمان وأنا آتى اليك بهم ان شاء الله "
عاجبنى قوى انه واثيق م الفوز





بس وخد الاقسام من الباشا وراح على المتمردين
ودخل خيمتهم معرش ونافش ريشه
"وتوجه اليهم واجتمع بإينال وقال له ما جاء بك يا قاضى
فقال له جئت في أمر صغير يسير واخذ يخادعه بالكلام
وقال له سأذكر ما جئت فيه "
وهات م الأخر يا حاج بركوتة !
" فقال اينال : انا أعرف ما جئت فيه
وهو انك تريد الصلح بيننا وبين الباشاه
وبعد ان يقابلنا يقتلنا وتصير انت مشكورا عنده يا كلب يا ابن الكلب "
أى ى ى ى ى ى

بس وابوه واللى خلفوه اتشتموا
وهوه عزيز مصر يا اخواننا ! وحاول يلم الليلة
لما لاقاهم مستبيعين انما على مين النصيب بقى
" فأخذ بلين الكلام لما ان اغلظ عليه اينال
فقال له ان الباشا حلف لكم بأنه لا يضركم
فقال تكذب وازداد غيظا
وقال : يا أسود جئت الينا تعسعس وراءنا "

بس وأينال قال لرجالته :
" دايروا اكتافه فأداروه وطلع من الخيمة حافيا
مكشوف الرأس وضرب ضربة اطاحت رأسه "
اوباااا
هوبا مات
وجالك يوم تتشال فيه هوبا يا هوبا







بس والخبر وصل لمصطفى .. اتجنن طبعا
وشال ف نفسيته
بقى الراجل جاى من سفر
فاكر انه هيلاقى استقبال وحفلة شاى وجاتوه
او جاتوه وبسلة ... أيهما أقرب
يلاقى تمرد وعصيان
والمتصرف ف امور البلاد كمان ينقطع راسه !
لأ عيب عليكم
shame on you





"وجاء الخبر الى الباشاه بأن اينال وجانم قطعوا رأس
موسى بن بركات وان الاشقياء مجتمعين للحرب
فلما بلغ الباشاه ذلك أمر بخروج العسكر
فأول من خرج موسى أغا اغاة الانكشارية
والاغوات الثلاثة وأرسل معهم زربطانات كثير"
والزبطانة : قناه جوفاء كالقصبة
يرمى بها الطير بحصاة توضع في جوفها







والتقى الجمعان
"فلما اصبحوا بادروا الحرب القتال والطعن
والجدال الى نصف النهار فجرت الجراكسة
من كثرة النيران وافحش جانم في القتل
الا وقد عثر جواده فانكسرت رجله فوقع على ظهره
وطلب غيره فلم يأته فأحتاطت العساكر عليه
وقطعوا راسه وعلقوها على رمح ونادوا عليها
جانم قتل وهذه رأسه"





واخدوا راسه
" واتعلقت راس جانم على باب زويلة
ثم أرسلت الى السلطان سليمان "
اما إينال اللى قتل الزينى بركات فـ :
" فلما سمع اينال ذلك هرب الى نحو غزة "
واختفى ومحدش عرف عنه حاجة من بعدها .. !
...
ودى كانت خاتمة قصة الزينى بركات المسعود الحركات
اللى عاصر عدة سلاطين وولاة
وظن انه فالت من القدر والنوايب
فإذ يشاء السميع العليم انه يندبح ف لحظة
متخيلش فيها انه هيقابل نهايته
الغرور والخيلاء والطمع والزهو
وأى حاجة ف هذا السياق
وقصته بتقولك
ازاى يقدر شخص
بقدر من الذكاء والدهاء انه يحوز كل هذا النفوذ
لكن زى ما بيقولوا ما طار طير وأرتفع
الا كما طار وقع







أهم ما ف هذه القصة .. بعيدا عن ما ف السياق
من دولة منهارة وكان فاضلها تكة وزقة عشان تقع
بسبب كل هذا الفساد الاهم هو انه .. فى عصور الانحطاط
أولاد الوسخة لا يموتون
إلا على أيدى اولاد وسخة أخرين
ولحظة العدل تأتى متاخرة ومفاجئة
وكلها عبر لمن يعتبر





لكن لحسن الحظ .. قريت الجملة دى ف مكان
ما مش فكراه دلوقتى
لحسن الحظ ان الدهاة غرورهم بيعميهم
والا كانوا أفلتوا من كل جرايمهم وعذبوا الناس اكتر واكتر
انما لازم لازم ييجى وقت وتزل قدمهم ويسقطون
بس على إيد مين .. دى الحدوتة كلها
والزينى بركات مثال

لهذا كل ما اشوف الناس يائسة
وبتقول الظلم مالوش أخر ومفيش فايدة والظلمة قاعدين الخ
ابقى عاوزة اقولهم .. كل قادر وله يوم
ادعوا بس نكون عايشين
ونشوف بعينينا نهاية الظالم
واليوم دا جاى جاى ان شااااااااء الله


وعلى رأى المثل
كل صرصار وله شبشب
واحنا مستنين شبشب بعينه يا مسهل

خلاص خلصنا تصبحوا على ألف خير

إرسال تعليق

0 تعليقات

Ad Code

Responsive Advertisement