Ad Code

Responsive Advertisement

مصـر والأيام السـودة .. عندما أكل المصريون لحوم البشر

مصـــر والأيـــام الســــودة
عندما أكل المصريون لحوم البشر

النهاردة حدوتة عن أيام سودة
عاشتها مصر زمان
وأصحاب القلوب الضعيفة يمتنعون
وميكملوش قراية
واللهم إنى حذرت


الأيام البؤس التنين
اللى عاشتها مصر وأهلها دى
قبل ما نوصلهاولما بعدها
لازم نرجع لورا حبة بسيطة قوى
أيام ما صلاح الدين الايوبى ما قش
وبقى هوه البريمو
وكان وزير العاضد الخليفة الفاطمى
لكنه كان الكل ف الكل
وحيّده وخلاه منظر وكيس جوافة
وبقى هوه المسيطر

قوم مات العاضد بحسرته يا كبدى
ف قصره شبه محجوز
وتحت الأقامة الجبرية
وبموته انتهت الخلافة الفاطمية
وبدأ العصر الأيوبى
وكان على رأسه صلاح الدين طبعا
وصلوحة بقى على ما قعد شوية
يظبط التظابيط ويرتب الحاجات
ويتخلص من الخصوم ويوأد الثورات
كان الخطر الصليبى على أشده
وبدأت حرب جديدة برا الحدود

وساب مصر وسافر الشام
ومرجعش تانى يا نضرى
أصله كان مشغول قوى بالحروبات
قوم ايه ؟
الجدع بحنكته ودهائه مش هيسيب الأمور
مدهولة كدا لو جد ف الأمور امور
فعمل وصية
وبمقتضى هذه الوصية ألزم اولاده
واولاد عموته والاقرباء
كل واحد يورث حتة من التركة
فلوس والماظات ولولى يا شهروزة
وكدهون ؟
شوفواازاى انتوا طيبين قوى
دا عقبال عندكو والساااامعين
ابو صلاح وزع عليهم الممالك
ايشى مصر
وايشى الشام
وايشى الجزيرة
وايشى حتت من العراق ..
وحاجة ببلاش كدا

قوم احنا اللى يهمنا ف كل هذا
مصر الغلبانة دى
اللى وقعت قرعتها ف ابن صلاح الدين
الأخ .. ابو الفتح عثمان
الشهير بالملك العزيز
حلو
لا مش حلو
الواد أصله كان له أخ
مسك الشام .. اسمه الأفضل
الأفضل كان طموح
وعاوز ياخد مكان ابوه
ويبقى هوه الكل ف الكل
قوم ايه
يطلعلنا خازوق تانى أكبر
اسمه الملك العادل
ودا يا اخواننا يبقى
اخو صلاح الدين الأيوبى لزم
ودراعه اليمين
وصلاح مسكه الكرك والشوبك
ف حياة عينه يحكمهم وكدا



بعد صلوحة ما مات العادل
بص للعيال وقال
ايه المسخرة دى ؟
انا اولى منهم بالحكم
لولاش الزمن الأغبر
وشال ف نفسوياته وقرر يعمل حاجة
ف الأيام الفحلوقى دى
لحسن منظره بقى عيضة قوى

- عمو سكار
هوه انا لما أبقى الملك
انتا هتبقى ايه ؟
- هبقى طيشة يا حبيبى !
#الأسد الملك
#مأثورات

القصد .. الأفضل ف الشام
لعبوا الامرا ف دماغه
وقالك انا رايح مصر اشيل اخويا
واضم مصر لملكى ..
العادل سمع بالقصة معجبوش طبعا
واستعمل الحنكة والدهاء
اللى الظاهر متوارث ف الأيوبية
من قديم الازل
وأجبره يتراجع ويصالح اخوه
وعمل روحه حمامة سلام
بينما نيته كانت غير ..

هوه محبش الأفضل ياخد مصر
لأنه كان هيبقى خصم مقرف
وحب يخليها ف ايد العزيز
لأنه الخصم الأضعف
وقالك انه بالحيلة والمسايسة
يوصل لهدفه
وقعد كدا يعمل فيها كبير العيلة
والعمدة
وكل ما يتخانقوا يصالح بينهم
لحد ما العزيز ف يوم راح يصطاد
ف اسكندرية
قوم ايييييه ؟
زى ما قال المقريزى تمام
" ركض خلف ذئب فسقط عن فرسه.."
ومات يا كبدى ف عمر الـ 28 ربيعا
وجابوا ابنه المنصور مكانه
حلو ؟
لا مش حيلوووو

عشان حاشية العزيز
اول ما فكرت .. فكرت ف الافضل
ييجى يمسك مصر لأن المنصور
ابن الملك المرحوم
كان عنده ييجى 10 سنين
عيل ولا يفقه ولازم عليه وصى
قالوا نجيب عمه يمسكها
فبعتوله فعلا والأفضل مكدبش خبر
وجه ف الخباثة من ورا عمه العادل
وقعد على كرسى الولاية
وتصور انه كدا اخدها #غلبان

العادل وصله الخبر
وشوف بقى
الدهن لما يبقى ف العتاقى
الحاج جيش الجيوش
وحرك واحد منهم برئاسة
ابنه الكامل تجاه مصر ومدخلهاش
لكن بعت برسالة ولا أروع ولا أصيع
وقال للأفضل
انتا جيت بناء على وصية ولا لأ ؟؟
لو فيه وصية كلنا نلتزم بيها
لكن لو مفيش يبقى تسيب مكانك
وترجع الشام
وخدوا بقى الحتة الحلوة الجاية دى

قاله كمان ....
"أنا لا احب أن أخرق ناموس القاهرة
لأنها أعظم معاقل الإسلام
ولا تحوجنى إلى أخذها بالسيف "
الصياعة أدب
العادل دا معلم والله
:)
الأفضل قرى الرسالة
وفهم ما بين السطور ولم تعابينه
بعد ما عمه اداله الأمان
وخرج من مصر وراح على الشام

ودخل العادل القاهرة سنة 596 هـ
وناخد بالنا م التاريخ دا بقى
عشان دخلة العادل علينا
كانت داخلة سودة ومهببة
ومنيلة ومطينة ومزفتة
وكل حاجة ف هذا السياق
والعهدة على الراوى
اللى عاصر الفترة دى وكتب عنها
وكتب عن مصر عموما ومشاهداته فيها
الاخ عبداللطيف البغدادى
بغدودى بقى كان رجل عالم
وله ف الطب والتشريح
وبالمرة دراسة الفقه وعلوم اللغة
شأن علماء زمانه
جه من البصرة ف زمن صلاح الدين
بتوصية لقراقوش
قراقوش واللى جه بعده استقبلوه
وادوله وضعه والجدع درسّ كمان
ف الازهر واخد راتب محترم
ودلعوه ع الآخر وشاف العز كله
فقرر يكتب عن مصر
كتابه " الإفادة والأعتبار"
ومكنش بس رواية لما شاهده ف مصر
ومن نبات وحيوان وجماد وعمار الخ
الجدع على حظه بقى
حضر وقائع مريرة وعاش وسجلها


وبيقولك ايه يا سيدى
انه زمان ولحد الآن
النيل كان وما زال
حياة المصريين وروحهم
لو زاد وفاض كان خير وحياة
ولو نقص وشح كان الخراب ألوان
مكنش فيه اياميها سدود
لا أسوان ولا العالى ولا أى حاجة ..
والدنيا بالبركة ييجى النيل بخيره
حلو
نقص يبقى هار أسود

الحكاية بدأت سنة 596 هـ
لما النيل نقص وبدأ المصريين يحسوا
بإن الوضع مش كويس
وان فيه ايام سودة جاية
بس على ما دخلنا سنة 597 هـ
كان الوضع بقى مـتأزم
والبغدادى اللى بيحكى :
" دخلت سنة سبع مفترسة أسباب الحياة
، وقد يئس الناس من زيادة النيل
وارتفعت الأسعار وأقحطت البلاد
وأشعر أهلها البلاء
وهرجوا من خوف الجوع
وانضوى أهل السواد والريف
إلى أمهات البلاد
وانجلى كثير منهم إلى الشام والمغرب
والحجاز واليمن وتفرقوا في البلاد
ومزقوا كل ممزق"
طب اللى مسافروش
ومعرفوش يهربوا عملوا ايه ؟؟
الاول مات منهم شوية بالجوع
واترمت جثثهم وانتشر المرض ثم
"واشتد بالفقراء الجوع حتى أكلوا
الميتات والجيف والكلاب
والبعر والأرواث "
خلوا بالكم عشان احنا مش داخلين
احنا ف الأيام السودة خلاص ...
ماشى ؟

" ثم تعدوا ذلك إلى أن أكلوا
صغار بني آدم فكثيرا ما يعثر
عليهم ومعهم صغار مشويون
أو مطبوخون فيأمر صاحب الشرطة
بإحراق الفاعل لذلك والآكل "
بدأ الناس من الجوع تاكل بعض
بعد ما خلصوا على كل حاجة صاحية !

ودخلنا الى عهد الزومبى على حق
البغدادى بحكى رؤى العين
انه شاف
"ورأيت صغيرا مشويا في قفة ،
وقد أحضر إلى دار الوالي
ومعه رجل وامرأة يزعم الناس
أنهما أبواه فأمر بإحراقهما "
ودخل رمضان على هذا الحال
" وجد في رمضان وبمصر رجل
وقد جردت عظامه عن اللحم،
فأكل وبقي قفصا كما يفعل
الطباخون بالغنم"


وابو البغاديد بيحلل الموقف
ببراعة وبيقول .. انه ف البداية
كان حكايات أكل الناس لبعضهم
مستهجن وفظيع والكل مستبشعه
وبيرويه بذهول وخضضان كدا
لحد ما بقى عادى
وكل يوم ينسمع حكايات
ويشوفوا بعيونهم .. فبقت مش غريبة
لدرجة اذهلت الرحالة نفسه .. !
"ثم اشتد قربهم إليه واعتيادهم عليه
بحيث اتخذوه معيشة ومطية ومدخرا
وتفننوا فيه ، وفشا عنهم
ووجد بكل مكان من ديار مصر
فسقط حينئذالتعجب والاستبشاع واستهجن الكلام فيه والسماع له "

وبيحكى كمان انه شاف بعينه
واحدة ست ساحبينها الرعاع
ف السوق وكان معاها(طفل مشوى)
بتاكل منه
والناس مشغولين عنها عادى خالص ..!
"وأهل السوق ذاهلون عنها
ومقبلون على شئونهم وليس فيهم من
يعجب لذلك أو ينكره ،
فعاد تعجبي منهم أشد "
وبعدين حلل المسألة ببساطة قائلا
" وما ذلك إلا لكثرة تكرره على
إحساسهم حتى صار في حكم المألوف
الذي لا يستحق أن يتعجب منه "
للأسف

احد معاصرى الحدث وصف الحاصل
بالآتى :
" وإنقلع الحنان من قلوب الناس
وإنقطع من الحياة سبل الرجاء
وتملك اليأس فى القلوب "
الستات اللى كانت بترضع
اللبن جف ف صدرها فكانوا بيسيبوا
ولادهم على ابواب الجوامع والبيوت
لعل حد يرأف بيهم
ويأكلهم وميكلهموشى !!
وكانت صيحات الأطفال الرضع
اكتر ما تنسمع ف الصبح بدرى
على أبواب الجوامع !
الأمهات كانوا بيبعوا ولادهم
جوارى وعبيد عشان حد يأويهم
البغدادى نفسه بيقول
ان واحدة ست عرضت عليه
يشترى بنتها وكانت اقل من 10 سنين
وقالها مينفعش يا ست حرام ولا يجوز
قالتله خدها ببلاش .. هدية !!

وتحول البشر ف مصرإلى فريسة وصياد
الصيادين كانوا ف الغالب الأعم
كما يذكر بغدادى .. من الفقراء
قليلى الحيلة
والستات اللى غالبا بياكلوا عيالهم
م الجوع !!
وخد عندك حكايات ياما
" ولقد أحرق بمصر خاصة في أيام
يسيرة ثلاثون امرأة كل منهن
تقر أنها أكلت جماعة
فرأيت امرأة قد أحضرت إلى الوالي
وفي عنقها طفل مشوي فضربت أكثر
من مائتى سوط على أن تقر
فلا تحير جوابا بل تجدها قد انخلعت
عن الطباع البشرية"
"وإذا أحرق آكل
أصبح وقد صار مأكولا لأنه
يعود شواء ويستغني عن طبخه"
يا لهوى كان اللى يتمسك يقتلوه ويحرقوه ... فيتحول لوليمة
ويتاكل !!!

" ثم فشا فيهم أكل بعضهم بعضا
حتى فني أكثرهم "
مش بس كدا دحنا دخلنا
ف مرحلة اسوأ انه بقى كيف
" منهم من يفعله حاجة
ومنهم من يفعله إستطابة "
ويحكى ان ست غنية وحالها كويس
كانت حامل وبعدين جيران لها
كانوا بيشوا لحمة وريحتها
هفت عليها
وقالت أكلونى معاكم يا ولاد
قالولها اتفضلى !
أكلت
وياريت ما اكلت
عشان عجبها الطعم و
" وكان يجاورها صعاليك ،
فشمت عندهم رائحة طبخ
فطلبت منه كما هي عادة الحبالى
فالفته لذيذا فاستزادتهم ،
فزعموا أنه نفذ
فسألتهم عن كيفية عمله
فأسروا إليها أنه لحم بني آدم "
أظن ما اتخضت
وقالت اعععععععععع
ورجّعت وعيطت وكدا
لأ دى عملت الآتى :
"فواطأتهم على أن يتصيدوا
لها الصغار وتجزل لهم العطاء
فلما تكرر ذلك منها فضريت
وغلبت عليها الطباع السبعية"
وبس توحشت
و"وشى بها جواريها خوفا منها
، فهجم عليها فوجد عندها
من اللحم والعظام ما يشهد
بصحة ذلك فحبست مقيدة "
لكن المؤسف انه :
" وأرجئ قتلها احتراما لزوجها
وإبقاء على الولد في جوفها "
على فكرة .. مش هيا لوحدها
اللى نجت من العقاب
ف قصة تانية برضو .. غاب العدل
والتفكير المنطقى
والبغدادى بيحكى عن واحدة داية
.. بتولد العيال يعنى
الست بعتولها تولّد واحدة
فدخلت البيت لقتهم طابخين وبتاع
اتفضلى يا حاجة وبسم الله
الست بتمد ايدها ع الأكل
لقت اللحمة غريبة وشكلها مش هوه !
مرضتيش تاكل ولأ شكرا
وميرسى اصلى لسه ضاربة كشرى
وبعدين جت فرصة
تقعد جنب بنت صغنة
وسألتها منين كل الأكل دا
راحت البت قايلها كل حااااجة
ايه بقى ؟
" فسألتها عن اللحم ،
فقالت أنها فلانة السمينة
دخلت لتزورنا فذبحها أبي
وها هي معلقة إربا
فقامت القابلة إلى الخزانة
فوجدتها أنابير لحم "
فلما قصت على الوالي القصة
أرسل معها من هجم الدار
وأخذ من فيها وهرب صاحب المنزل
ثم صانع عن نفسه في خفية
بثلثمائة دينار ليحقن بذلك دمه "
300 دينار ويحقن دمه
والوالى سابه يمشى .... ؟؟؟


والموضوع وسع يا جماعة
خطف الناس بقى عادة يومية
وكل ساعة تقريبا
بالحيلة وبالعافية
" وأما من خرج من أهله
فلم يرجع إليهم فخلق كثير"
وأكلى لحوم البشر اصابهم الجنون
رسمى فهمى نظمى
يفتشوا بيوت فيلاقوا
" من عظام بني آدم شيء كثير ،
وخبرني الثقة الذي وجد في بيوتهم
أربعمائة جمجمة "
وابتدى التفنن ف التوحش يتجلى
" وجد بأطفيح عند عطار ،
عدة خوابي مملوءة بلحم الآدمي
وعليه الماء والملح
فسألوه عن علة اتخاذه
والاستكثار منه فقال :
خفت إذا دام الجدب أن يهزل الناس"
يا حبيبى ... !
كانوا بيخللوا الناس
ويعملوهم طرشى !!!

والوالى يا نضرى كل ساعة
يجيبوله حاجات يشوفها بعينه
كأدلة ..
" ووجد بعض الأيام قدر فيها
عشر أيد كما تطبخ أكارع الغنم
ووجد مرة أخرى قدر كبيرة
وفيها رأس كبير وبعض الأطراف
مطبوخا بقمح وأصناف من هذاالجنس
تفوت الإحصاء "
دول عاملين وصفات كمان
ولا قناة فتافيت!








الشىء الاكثر بشاعة بقى
من هذا الفعل هو اجابات الواحد
لما بيتمسك فيهم
مسكوا ست ومعاها لحم
"وهي تأكل من أفخاده
فأنكر عليها فزعمت أنه زوجها"
والظاهر كانوا فاكرين انهم
لما يردوا هذا الرد
" وكثير ما يدعي الآكل أن المأكول
ولده أو زوجه أو نحو ذلك "
هيفلتوا من العقاب وما شابه
" ورئي مع عجوز صغير تأكله
فاعتذرت بأن قالت
إنما هو ولد ابنتي وليس بأجنبي مني
ولإن آكله خير من أن يأكله غيري "

والقصة دى انتشرت وشاعت
" وهذه البلية التي شرحناها
وجدت في جميع بلاد مصر ليس فيها بلد
إلا وقد أكل فيه الناس أكلا ذريعا"
فين يا بغداديو
حزن قلوبنا قول ..
" من أسوان وقوص واليوم والمحلة
والإسكندرية ودمياط وسائر النواحي
وخبرني بعض أصحابي
وهو تاجر مأمون "
انه
" حين ورد من الإسكندرية بكثرة
ما عاين بها من ذلك
وأعجب ما حكى لي أنه عاين
أرؤس خمسة صغارمطبوخة في قدر واحدة
بالتوابل الجيدة "
:((

بس بقى وبقى القتل والفتك
ف كل حتة والناس بقت تخاف تخرج
للطرقات مترجعشى !
طرق السفر بقت فيلم رعب كدا
والجدع اللى يعيش للأخر !
القحط والجوع والمرض والعذاب
كانوا مقفلين قرى وبلاد
تدخل ع القرية من دول تلاقيها
خرابة حرفيا واللى عايش بيتدارى
من الخطف والدبح طبعا
والموتى كانوا مأساة بقى
"كان يرفع عن القاهرة خاصة
إلى الميضأة كل يوم ما بين مائة
إلى خمسمائة "
القاهرة عاصمة ام الدنيا
كان دا حالها
اما الفسطاط بقى لأنها الأفقر
والأغلب حالا :
" وأما مصر فليس لموتاها عدد
ويرمون ولا يوارون ،
ثم بآخرة عجز عن رميهم
فبقوا في الأسواق "
وكان شهود العيان يدخلوا حتة :
" دخلنا مدينة فلم نجد فيها
حيوانا في الأرض ولا طائرا في السماء"
واهلها موتى ف بيوتهم
#بؤس البؤس
ويحكوا
" ثم انتقلنا إلى بلد آخر ذكر لنا
أنه كان فيه
أربعمائة دكان للحياكة
فوجدناها كالتي قبلها في الخراب ،
وأن الحائك ميت وأهله موتى حوله"
ومصر اللى كان فيها عز الدنيا
وجمالها يقولوا عنها
" ولكن قد بدلت البلاد بالذئاب
والضباع ترفع لحوم أهلها "
تحولت الى أرض للضوارى والجوارح
الأبشع من البشاعة بقى
انه ف وسط كل هذا
كان فيه ناس وصخة
وحكى عنهم البغدادى بتعجب
" وأعجب من جميع ما اقتصصناه
أن الناس مع ترادف هذه الآيات
عاكفون على أصنام شهواتهم
لا يرعوون منغمسون في بحر ضلالاتهم
كأنهم هم المستثنون ... "
واخدينها عادى .. هواية يعنى !
" فمن ذلك اتخاذهم بيع الأحرار
متجرا ومكتسبا
ومنه عهارتهم بهؤلاء النسوة
حتى أن منهم من يزعم
أنه افتض خمسين بكرا
ومنهم من يقول سبعين "
وطبعا اللى كان بيموت
وداره تنهجر يدخلها أى حد
ويسرق ما فيها وساعات يسكنها
ويقعد
وفيه ناس حالهااتحسن ف المصيبة دى
ازاى ؟
"ومما يقضي منه العجب أن جماعة
من الدين ما زالوا مجدودين
سعدوا في دنياهم هذه السنة
فمنهم من أثرى
بسبب متجره في القمح
ومنهم من أثرى بسبب مال
انتقل اليه بالإرث ،
ومنهم من حسنت حاله لا بسبب معروف
، فتبارك من بيده القبض والبسط
ولكل مخلوق من عنايته قسط "
وعدت السنة السودة دى
وجت اللى بعدها
وتمنى الناس ان النيل
ميعملش الدنيئة معاهم تانى
لكن .. عملها وفضل الحال هباب
واحنا دلوقتى سنة 598 هـ
يا ثااااامح
والبلد ف خراب ومرار طافح
" وحكي لي أنه كان بمصر
تسعمائة منسج للحصر ،
فلم يبق إلا خمسة عشر منسجا "
وبالفكاكة بقى
"وقس على هذا سائر ما جرت العادة
أن يكون بالمدينة من باعة
وخبازين وعطارين وأساكفة وخياطين
وغير ذلك من الأصناف
فإنه لم يبق من كل صنف من هؤلاء
إلا نحو ما بقي من الحصريين
أو أقل من ذلك "
وبيحكوا ان الفراخ عدمت ف مصر فراحوا جابوا فراخ م الشام
مش بس الفراخ ..
الدواب والحيوانات عموما
" حتى أن المسافر يسير في كل جهة
أياما لا يصادف حيوانا إلا الرمم
ما خلا البلاد الكبار "
وطبعامفيش مية
يعنى مفيش زرع
يعنى مفيش اكل
يعنى مفيش غير الموت
"وسمعنا من الثقات عن الإسكندرية
أن الإمام صلى يوم الجمعة
على سبعمائة جنازة
وأن تركة واحدة انتقلت في مدة شهر
إلى أربعة عشر وارثا "
وناس طفشت على ليبيا
"وأن طائفة كبيرة من أهلها
تزيد على عشرين ألفا
انتقلوا إلى برقة"
والبغدادى بيقولك ان الديوان
عمل حصر للمتوفين اثر هذه المصيبة
اللى حلت بالبلاد ف 22 شهر
فطلعوا
"مائة ألف وإحدى عشرة ألفا
إلا آحاداوهذا مع كثرته نزر
في جنب الذين هلكوا في دارهم
وفي أطراف المدينة وأصول الحيطان "
يعنى دول اللى عرفوا يحصوهم
والرقم أكبر من هذا بكثير

عم المقريزى بيقول
ان الملك العادل
ربنا ياخده كمان وكمان
كفّن لوحده ربع مليون
ودا رقم عظيم ومخيف
لكنه منطقى مع الوصف
بتاع البغدادى
وآل احنا كنا ناقصين
لكن المصائب لا تأتى فرادى
قوم حصل زلزال يا عيال
" أن حدثت زلزلة عظيمة
اضطرب لها الناس
فهبوا من مضاجعهم مدهوشين ،
وضجوا إلى الله سبحانه
ولبثت مدة طويلة
كانت حركتها كالغربلة "
والظاهر كانت شديدة لأنه قال
"وقلما تحدث زلزلة بمصر بهذه القوة"








ومجاعة وزلزال وفاضل البركان
عشان نخلص دا اللى ناقص بقى !
وعلى رأى المثل
قال هيسخطوك يا قرد يعملوك ايه ؟ هيا خربانة خربانة
البغدادى بيقول
ان الوضع استقر ع الخراب دا
لدرجة انك تدخل الأسواق تلاقيها
مهجورة ولا نفس ولا بيع ولا شرا
ولا مخلوق الا حيوان معدى بالغلط !
لحد ما ربنا كشف الغمة وزالها
والنيل بطّل زعل
وبدأ منسوبه يعلى
ويرجع واحدة واحدة ببطء
لكن مش مهم احنا كنا طايلين !!
وانهى الحاج روايته للأحداث
"كتبه مؤلفه الفقير إلى الله تعالى
عبد اللطيف بن يوسف
ابن محمد البغدادي
في رمضان سنة ستمائة بالقاهرة "
وشكرايا حاج نورت المحكمة
وانا خلصت
لكن يتبقى الملاحظات
بعد انه سرد الوقائع المؤلمة دى
مكنش حاجة لطيفة
لكنها ضرورية وجدا
ليه ؟
عشان الأيام السودة ف تاريخنا
فيها دروس كتير
بس للى يشوف ويعتبر
ع الأقل يحاول يعنى








ودى ملاحظاتى ف الحكاية
وهى
1) التوحش الذى حدث للمصريين دا
بقدر بشاعته وشناعته
وقول لحد ما تزهق من اوصاف فظيعة
قبل ما تلومهم عليه
هل فكرت لثوانى مين اللى وصلهم
لهذه الدرجة وليه وازاى ؟؟؟؟
وهو صحيح مش مبرر
ان الواحد يتنصل من انسانيته
لكن لما تسحب منه
كل اسباب البقاء كأنسان
هل تقدر تلومه بعدها
لو طلع ضعيف ومقدرش يغلب شيطانه ؟!
و.. دا هيقودنى لثانيا
بمناسبة الياطين
ومين السبب ؟

2) الملك العادل
واللى المتابعين الكرام
سالونى كذا مرة .. هوه كان فين ؟؟


عشان هوه اللى بحمله المسئولية
الاولية عن الفجيعة دى
و بكل جوانبها
لأن الباشا مكنش فاضيلنا اصلا
وكان مشغول بصراعاته
مع ولاد اخوه صلاح الدين
وتوطيد سلطانه ونفوذه
ولما اخد مصر مهتمش بشئونها
الا بعديييين
بعد ما عدت فترة السواد دى
ف الاول وقعد بسلامته 19 سنة بعدها
معملش أى اصلاح اقتصادى
من أى نوع
ليه ؟؟
عشان الفلوس أول بأول
كانت رايحة للجيش والحروب الخارجية
وتوطيد ملكه وملك ولاده
آه
مهو وزع التركة هوه كمان
على عياله وابنه الكامل
حكم بعده !

3)والكلمة دى للمقريزى مش ليا
الكوارث الطبيعية ومنها القحط
ونقصان النيل دا فعل من عند الله
صحيح
لكن البشر مطالبين
بالاستعداد له دايما
ولنا ف سيدنا يوسف أسوة حسنة
حتى كان ف مصر يعنى
ومكنش ف بلاد الواق واق
فهل حد اتعلم من تجربته ف مواجهة
المصايب التى تشبه ذلك ؟
اقصد الحكام اولا لأنهم اول نفر مسئول
هل العادل عمل حسابه ؟؟
لأ كانوا مشغولين قولنا
ف حاجات اهم
آه
ايه يعنى قرب الربع مليون يموتوا ؟
البشر يتعوضوا لكن الحكم لأه


4) مصر عدت بحالة مشابهة
لهذه الكارثة ايام المستنصر
الخليفة الفاطمى لكن المصيبة دى
كانت أفدح
يكفى نقول ان عدد اللى راحوا
فيها عدى ربع مليون
وربع مليون دا رقم كبير
لو علمنا ام مصر ف الوقت دا
تعداد سكانها كان ما بين 7 و8 مليون
يعنى مات شوف كام ف المية منهم
ف 3 سنوات بس !!!

وهذا يقودنا الى رقم
5) ان رغم هذه الماسأة
الناس تخلصت من الحتة الوحشية
اللى جواها دى
والبلد اتعمرت من تانى
وبقت زى الفل وأحسن
ف ازمان متتالية مما يؤكد انه
الوضع البشع دا كان ممكن جد تجنبه
لو أراد المسئولين عنه تجنبه






وهذا يقودنا الى رقم
6) متلمش ع البشر وحشيتهم
ما لم تمر بنفس تجربتهم
ولكن مش هنروح بعيد
محنا هذه الأيام
بناكل لحم بعض لكن بشكل آخر
كمية التلاسن والخوض ف الاعراض
والمواقف والتوجهات الخ
اللى مغرقة كل حاجة وحتة
مخلية "أيحب احدكم ان ياكل لحم
اخيه ميتا فكرهمتوه"
منتشرة ليل نهار
ويمكن دا سبب تقززنا حاليا
ولأتفه سبب
وانتشار اليأس ف النفوس
واخيرا ..
ولما حد يسألك ازاى كان حال مصر
ف عهد العادل
ابقى قوله : دوس هنا

تصبحوا على ألف خير

فاتيما .. نشر بتاريخ 22/8/2015

إرسال تعليق

0 تعليقات

Ad Code

Responsive Advertisement