Ad Code

Responsive Advertisement

الحضرة البهية لبنات مدرسة السنية

الحضرة البهية لبنات مدرسة السنية

رغى النهاردة لإنه من تعاسات الأمور
المقارنة بين ماضى وحاضر ..
وتكتشف ان موقعنا انحدر لما بعد ما حفرنا القاع
بشويتين كدا


بدأت قراية ف كتاب الراجل الجميل دا اللى بحبه جدا
بيتكلم عن المصريات ف حقبة زمنية
والتغيرات اللى حصلت لهم وحصلت للمجتمع بيهم ..
ومنها طبعا وأهمها .. التعليم


والمؤلف بيحكى ازاى إن رفاعة الطهطاوى ف كتابه "المرشد الامين للبنات والبنين"

اتكلم ف فصل منه عن دور التعليم واهميته للبنات تحت عنوان
"تشريك البنات مع الصبيان فى التعليم والتعلم وكسب العرفان"


سنة كام الكلام دا يا شهرو ؟؟!
1872م
لما الراجل سافر وشاف العالم المتحضر بيتقدم
والبنات فيه لهن حق وفير ف التعليم واشمعنى بناتنا لأ يعنى ؟

هما كام شهر يا دوب والست جشم آفت هانم
تالت زوجات أفندينا اسماعيل وقد فتحت البوك بتاعها
واشترت سراية قديمة ف حى السيوفية
عشان تتبرع بيها لإنشاء اول مدرسة للبنات
طاه يا ست تشكرى

كان فيه طبعا مدارس قبل كدا ..
محمد على عمل مدرسة
بس لتخريج القابلات (الداية) والممرضات ..
كمان كان فيه مدارس لبنات الجاليات الاجنبية ف مصر
فرنسية وايطالية وألمانية الخ
وكمان مدارس الراهبات
...

جت الست جشم آفت هانم وساعدت ف انشاء المدرسة دى


وفيه ناس بتعزو الفضل دا لعلى مبارك
باعتباره كان وزير المعارف وقتها
مش مهم الخناقة على مين
المهم ان حرم أفندينا دعت الأمهات لألحاق بناتهن بالمدرسة
والتعليم فيها مجانى دون أى نفقات ..
وف خلال 3 شهور كانت بدأت الاستجابة
مدة الدراسة كانت 5 سنوات
تتعلم فيهم البنت العربية والتركية
والحاجات المهمة ف التاريخ والجغرافيا وقواعد الحساب
والموازين والمقاييس وبعض المعلومات ف التاريخ الطبيعى


مع اهتمام كبير بالرسم وأشغال الأبرة
وأى حاجة تنفع البنية ف حياتها المستقبلية
كزوجة وأم
بعد شوية فتحوا مدرسة تانية اسمها القربية ..
مقعدتش كتير متفهموش ليه
القصد ...
نقلوا بناتها وضموهم للمدرسة السيوفية ...

الخديوي اسماعيل

وهوب وكسنا اسماعيل بديونه وقرفه ومشاكله
والتدخلات والحكومة المتعثرة ومدرسة البنات اللى حيلتنا
هتروح لعهدة الأوقاف عشان ينصرف عليها من ريع الاوقاف

الخديوي توفيق

وطبعا بعد الخراب اللى حل ع البلد بسبب اسراف افندينا
وتولى توفيق وش القملة
ثم قيام الثورة العرابية
ثم المرمطة اللى حصلت للبلد ...
اشمعنى المدرسة اللى هتفلت يعنى !
سنة 1889م هترجع تانى لعهدة نظارة المعارف
لكنننن
وآه من كلمة لكن

يد الأهمال هتمتد ليها وزى ما بيقول المؤلف :
"ولكن بعد أن انحسر دروها ليقتصر على اعداد البنات الفقيرات
كمديرات بيوت أو خادمات أو عاملات"
وطبعا الدور البائس دا خلى شكل المدرسة مش مشجع
لألحاق البنات فيها


وف محاولات لتصحيح الأوضاع
غيروا اسم المدرسة بالمرة وخلوه الأسم
اللى هيلزق فيها طول العمر وهو .. مدرسة السنية

على هامش الموضوع
اليفط الجديدة اللى بيحطوها على المدارس
قبيحة قبح المرحلة اللى عايشينها
لا تناغم مع الشكل والتناسق وراحة العين وتاريخ المبنى
ولا أى حاجة ف البتنجان
نهايته
جريدة الاهرام هتنشر بعدها ان نظارة المعارف
"رفتت الست شمس جهان ناظرة مدرسة البنات
والست أنا سنتمارية وكيلة المدرسة والست شزيرة الضابطة فيها
لما قررته من ادخال ترتيبات جديدة على المدرسة المذكورة"
نجمة ابراهيم

إيه شزيرة دى .. دا اسمها لوحده يخوف


وفجأة كدا افتكرت فيلم أربع بنات وضابط !


والأهرام بتقول ان الناس بعتوا يشتكوا ..
اولا طالبوا بأنشاء مدرسة جديدة غير السنية .
ليه يا ولاد ؟؟
لأن المدرسة الحالية مش ف موقع يخلى الأهالى
يعرفوا يبعتوا بناتهم من أحياء مختلفة

السبب التانى
كان طبقى صِرف
وهوه ان المدرسة مجانية وبالتالى دا بيشجع الفقراء
على الحاق البنات بها
وبكدا يختلط بنات الموسرين مع بنات الغلابة :
"وبالنظر إلى عدم تساوى الآداب فى أفراد الفئتين
يأنف بعض الوجهاء من اختلاط بناتهم بمعاشرة بنات الغير"



وتااانى .. الأاهرام هتنشر أخبار متناثرة
هيشوف د.يونان انها كانت نتيجة لما سبق ذكره
وهوه ظهور مدارس مش تحت اشراف الحكومة
ولكن كمان مش تابعة للجاليات الاجنبية ولا لطائفة دينية
ودا كان مطلب لاهالى كثر عاوزين البنات يتعلموا لغة بلادهم
اكتر من اللغات الاخرى ..
مع الحفاظ على تقاليدهم الشرقية
اللى مش هتكون أساسى ف المدارس التانية

هنلاقى هذا الخبر مثلا .. سنة 1887م



تلاه هذا الخبر



ثم ف الفيوم سنة 1899


والتلات أمثلة دول ..
اتنين ف القاهرة وواحدة ف الفيوم
اختلفت مناهج الدراسة بينهم

وهنسمع لأول مرة عن
"مدارس الخواتين الفاضلات"
خواتين جمع خاتون يعنى السيدة
اللى نشاطهم مكنش محتاج لدوشة وميزانية كبيرة ف الأول


ثم بدأت نشاطاتهم تظهر
"لجنة من الخواتين الفاضلات لأحياء ليلة فى تياترو زيزينيا
يخصص دخلها لأعانة المارس المجانية
بإدارة الراهبات الفرنسيسكانيات"

ود. يونان بيلقط بذكاء حاجة ف الاخبار دى ..
اولهم
ان المدارس دى اللى تشجعن على انشائها
كن من الشوام
كريستين قرداحى - عفيفة شهلوب - نايلة جاماتى - مودمزيل زكارى
...
أو من القبطيات .. زى مريم غبريال


تانى ملحوظة
"ان القليل كان يكفى هولاء الخواتين لفتح مدرسة "
الست نايلة خدت مكان ف بيت الخواجة خليل زهار
(من الأثرياء اللى اشتروا ف بدايات انشاء حى السكاكينى)
وبعد ما زاد الأقبال عليها راحت
"على مقربة منه فى ملك سحلف بك وهو مستتكمل
شروط الصحة والراحة الضرورية يتخلله نور الشمس والهواء النقى"
اما الست مريم غبريال عملت المدرسة بتاعتها ف بيتها ف الفيوم
...
السؤال الملح بقى
ما الذى أدى لأقبال الناس على انهم يبعتوا بناتهن للمدارس دى وغيرها ؟!!!


هل الأفكار التقدمية للمثقفين والنخبة وقتها السبب
أمثال قاسم أمين ورفاعة الطهطاوى ؟؟


من المذهل ان قاسم أمين لما نشر كتابيه تحرير المرأة 1899والمرأة الجديدة 1900
والطهطاوى نشر كلامه عن تعليم البنات
وكان بالفعل فيه مدارس موجودة
والدولة متمثلة
ف زوجة الخديوى كانت بصدد انشاء مدرسة السيوفية سابقا
السنية حاليا ... !


كانت المدارس دى سابقه ف الظهور
أضف إلى ذلك الهجوم الشرس علي قاسم أمين ف البداية
واللى خلى صدى دعوته محتاج وقت على ما يجيب نتيجة ..
فيعنى ليه الناس منهم اللى بعت بناته تتعلم ؟!!

د. يونان بيشوف الأسباب ف الآتى ..
1)
ظهور عوامل جديدة فى الطبقة الارستقراطية الزراعية
بعد استقرار ملكية الأراضى
طبقة الأعيان والذوات
اللى خرجوا عن النمط التقليدى وقرروا يسكنوا ويلبسوا
وياكلوا ويعيشوا بشكل مختلف
وبالتالى "الحريم" بشكله القديم كمان وضعه اختلف

2)
التغير من الاقتصاد الاقطاعى للأقتصاد الرأسمالى
وما تلاه من حراك اجتماعى ..
بمعنى انه الطبقة الدنيا من الشعب اللى قعدت سنيييين
راضية بالحال لما لقت قصادها أوضاع جديدة
تسمح بترقيها
كلبشت فيها وما يتبعها من مزايا
بدأت اولا بالولاد .... ثم البنات

3)
الوجود الاجنبى ف مصر .. اللى بدأ بسيط
ف عهد سعيد ثم تضخم ف عصر اسماعيل
وبمجى الاحتلال البريطانى ف عهد توفيق
حصل تغيرات ف المجتمع والبلد بكل مفاصله
منها الوحش أكيد
ومنها الكويس على هامش المأساة
متمثل فى ظهور نخبة لها وعى منفصل عن الدولة وقبضتها
واللى كان احد معالمه تعليم البنات
اللى المصرى الواعى شاف انه مفيد ميضرش ابدا

4)
الصحافة وظهورها ثم نشاطها ودورها اللى كان قوى
وأثرى حياة المصريين ف الفترة دى وما بعدها
واللى قام على الصحافة دى اسماء كبيرة وجليلة ف غالب الامر
وفيهم اللى سافر او اختلط بالأجانب وكان عندهم أفكار تقدمية
منها تعليم البنات
وكلنا يفتكر انه زى ما صحف هاجمت قاسم أمين على دعواه
وما ينشره من أفكار ..
فيه صحف وقفت جنبه وأيدته وهاجمت خصومهما

وللأسباب دى وغيرها ...
هيكون عندنا مدرسة السنية التابعة للدولة ..
سبقها مدارس الجاليات الاجنبية والمدارس الأرساليات والتابعة للطوائف الدينية ..
تلاها المدارس اللى بدأتها بعض نساء الشوام والأقباط
ثم سنة 1890م الطنطاوية هيبقالهم رأى ف الحكاية دى ..
ازاى ؟؟





كان المنظر بالنسبالهم فيه تناقض
بنات الاغنياء وبنات البسطاء
المصريات والأجنبيات
المسلمات والمسيحيات واليهويادت
المناهج النظرية والعملية واللغات وأشغال المنزل
السكن فى داخلية أو المراوح والانصراف
حاجات كتييير اختلفوا عليها
الاختلافات بين المدارس السابق ذكرها
خلى حسب وصف الاهرام وقتها ف خبر تقول :
ان وجهاء طنطا اجتمعوا وقرروا
"ايجاد مدرسة لتعليم البنات تكون أبوابها مفتوحة لجميع الطوائف
تحت أجرة مناسبة وتكون محتوية على تعليم القراءة
ثم شيئا من النحو والصرف والجغرافيا والحساب
واللغتين الفرنسية والانكليزية والأشغال اليدوية"








وبينهى مؤلفنا العزيز الفصل
بإنه "وجهاء طنطا" من غير ما يقصدوا كانوا ف اجتماعهم دا
بيحطوا بدايات لمرحلة جديدة من تعليم البنات ف مصر ..
مرحلة بيتم التنافس فيه مع التعليم الاجنبى
وبتنافس كمان مدارس الخواتين الفاضلات
اللى مقدروش يصمدوا قصاد الوحش القادم .. الا وهو
التعليم الاهلى








والكلام هبخلص لحد هنا
وعندى بس كام ملاحظة
عن حوارين انتشروا مؤخرا قعدوا يخايلونى
طول ما بتنقل بين السطور




(1)
الكلام الويسخ اللى عمالين السيساوية البهايم ...
يطرشوه كل شوية عن السوريين ف مصر
ونمشيهم بقى
والخراء دا
يعنى لو بصوا لورا كدا ف تاريخنا
هيلاقوا اننا بندين بالفضل للأخوة الشوام
ودورهم ف الحياة الفكرية والفنية وغيرهم
ومش بس هما كانوا شطار ف التجارة والمال ..
كانوا كمان أدباء وشعراء وفنانين وفنانات
وحاجات أبهة كدا
كانوا كمان بشهادة المؤرخين
رائدات ف تعليم البنات ف مصر
ولهن أيادى بيضاء ..
ف وقت الست المصرية كانت بتناضل عشان تخرج من الحرملك
فعلى راسنا هما من زمان .... والآن






(2)
الأخ اللى البقر أفيد منه اللى كان كاتب
من فترة بوست
عن ان تعليم البنات خصوصا ف الأفاليم غلط وبيضر
..
المصريين من بتاع قرن ونصف اهو من عمر الزمان
خارجين كانوا من هزيمة الثورة العرابية
وواقعين تحت نير الاحتلال
وحالهم أخر كرب ومنكسرين كسرة السنين
وتقاليد بالية رابطهم وبتحكمهم
ومع ذلك ....







ف الوقت اللى كان مستقبل أى بنت هوه الجواز فقط
وف الوقت اللى التيار الرجعى كان بيحاول يفرم أى تحديث
ومحاولات للسير إلى الامام
ف وسط المعايرة وأكل الوش والخوف من عنوسة البنت .. الخ
تشجع مصريين كثر
وبعتوا بناتهن يتعلمن
ف توجه فطرى كدا لأن الواحد عاوز ولاده يبقوا أحسن
ولاد وبنات .. دون تفرقة









قوم ييجى حد وسخ (زيه كثيرين للأسف) يقول
مالوش لزوم البنت تتعلم
وشغلتها الخلفة والخدمة وبس
وكأن 100 سنة وربع معدتش






وعاوزة أقول ان مدرسة السنية وهى ما هى ..
دورها (بس) ف مظاهرات ثورة 1919م
من المشاهد التى نباهى بها الامم والله ...
ف وقت كانت دول أخرى بتحبو ...
والمرأة فيها ما زالت حبيسة الغرف والخيم ..







احنا بقى بناتنا كن يتظاهرن
ويهتفن ضد المستعمر
ويقدمن شهيدات ف معركة


من أشرف ما يمكن أن يقاتل فيها الانسان يعنى !!









وخريجات المدرسة السنية وغيرها من مدارس
كلهن كن بدايات لما اصبح واقع وحقيقة
وتأثيرهن على الحياة عموما وحياة اللى جم بعدهن من فتيات خصوصا ...
حضورهن البهى فى لحظات حالكة
واسم المدرسة اللى على مسمى
المشتق من السناء .. بكل معانيه الحلوة ومنها
الرفعة والعلو والارتقاء
ضوء القمر






ثم دخول الجامعة
ثم ميادين العمل المختلفة
والريادة ف مجالات كتير مشرفة






وبدور المرأة ف الحياة الاجتماعية والسياسية والأدبية والفنية الخ
وازاى بتتقدم الاوطان بكل من فيها
فييجى كائنات آنوية وحيدة الخلية دلوقتى عاوزينا نرجع لورا 150 سنة
ونتكلم البنت تتعلم ولاّ لأ !!!
وحقيقى بلى شايفينه دلوقتى من أراء .. كلها خراء
لا يسعنى الا أن أقول
حقا ...
جاتها نيلة اللى عاوزة خلف ف البلد دى







وشكراااا
تصبحوا على ألف خير

إرسال تعليق

0 تعليقات

Ad Code

Responsive Advertisement