Ad Code

Responsive Advertisement

أمراض السمنة التي حيرت المرضى والأطباء

هذا الموضوع عن السمنة لكثرة انتشارها ولتأثيرها على الفرد من الناحية الشخصية وكذلك تأثيرها على المجتمع حيث إنها تقلل من الإنتاج.

إن الصيحة الأكثر انتشاراً في علاج السمنة - بعد الحمية - هي استخدام الهرمونات؛ فهي تلعب دوراً مهماً في عملية التمثيل الغذائي للجسم، إذ تعمل على زيادة فاعلية إحضار الدهون من مناطق خزنها وتجهيزها للاستخدام كمصدر للطاقة، لكن الآثار السلبية لاستخدام الهرمونات في علاج السمنة تفوق مزاياها، فمن المعروف أن الهرمونات في الجسم تخضع لتوازن دقيق وحساس، وأي زيادة أو نقص يوجد فيها تأثير خارجي قد تؤدي إلى نتائج عكسية، كما أن الجسم يفرز حاجته من الهرمونات وإذا زودناه بهرمونات من الخارج فإنه يقاومها، وللتغلب على هذه المقاومة لابد من زيادة كمية هذه الهرمونات الخارجية، وإذا زادت مدة تعاطي الهرمون من الخارج فإن الغدد الأصلية التي تفرز هذا الهرمون في الجسم تضمر ويقل إفرازها الطبيعي للهرمون، ومن حسن الطالع أن معظم الهرمونات التي تستخدم في علاج السمنة يقوم الجسم بزيادة كميتها تلقائياً إذا قام الشخص بالنشاط البدني اليومي بانتظام.

أمراض السمنة

ومن أهم الهرمونات المستخدمة في علاج السمنة هرمون الثيروكسين "T3" الذي تفرزه الغدة الدرقية، وهو المسئوول عن زيادة فعالية عملية أكسدة المواد الغذائية داخل الجسم إذ يرفع معدل الحرق الأساسي في الجسم في حدود 20-30% لكن الأبحاث أكدت أن المصابين بالسمنة لديهم إفراز طبيعي من هذا الهرمون وبالتالي فلا حاجة لاستخدامه في علاج السمنة إلا إذا تأكد أن المريض بالسمنة يعاني نقصاَ في إفراز الغدة الدرقية لتورمها أو لنقص مادة اليود في الطعام.. ويحدث النقص في هرمون الثيروكسين عند قيام المصاب بالسمنة باتباع حمية قاسية، كما أن تناول أطعمة تحتوي على نسبة كبيرة من المواد الكربوهيدراتية تؤدي إلى زيادة نسبة الثيروكسين في الجسم وبالتالي تنعدم الحاجة إلى تناول جرعات خارجية منه فزيادة تركيز هذا الهرمون في الجسم من المعدل المطلوب يؤدي إلى زيادة تكسر البروتين في الجسم؛ مما يعني فقد الجسم للعضلات.. أما النوع الثاني من الهرمونات الذي يستخدم لعلاج السمنة فهو هرمون النمو، لكن معظم المعالجين به أعرضوا عنه في ضوء الآثار السلبية الناجمة عن ذلك كالخلل في عدد ضربات القلب وزيادة تكسير بروتين الجسم.

أما عن الأدوية والعقاقير الطبية فحذار من استعمالها والوقوع في هذا الفخ الكبير لما له من أعراض جانبية نحن في غنى عنها.

تتوفر في الصيدليات كثير من الأدوية التي تستخدم في علاج السمنة قد يصرفها الصيادلة بلا وصفة طبية وهي تنقسم إلى نوعين هما:

1- الأدوية التي تثبط الشهية وهي تعمل على مراكز الشبع في المخ لكنها تعد من أخطر أنواع الأدوية؛ حيث إنها تسبب ارتفاعاً في ضغط الدم وزيادة في ضربات القلب واضطراباً في النوم وتقلباً في المزاج.. والمداومة على تناول هذا النوع من الأدوية يؤدي إلى إدمانها، أما التوقف عنها فإنه يعيد الجسم إلى وزنه قبل استخدامها.

2- الأدوية المدرة للبول، وهي تعمل على إخراج الماء من الجسم مما يؤدي إلى نقص في بعض المعادن المهمة كالبوتاسيوم، ورغم ذلك فإن الدعايات الطبية ما زالت تروج لتلك الأدوية، والأفضل من ذلك هو تشجيع الأطباء على تناول المشروبات الطبيعية بدلاً من العقاقير في مكافحة السمنة مثل الحلبة التي تزيل الدهون في الكبد، والعرقسوس الذي يحسن وظائف الغدة الدرقية، والشمر الذي يزيل الدهون من الأمعاء ويثبط الشهية، أما الشاي الأخضر فهو يساهم في زيادة حرق السعرات الحرارية والدهون كما يزيد من كفاءة عملية التكوين الحراري التي تقوم بإنتاج الحرارة في الجسم نتيجة للهضم والامتصاص والتمثيل الغذائي في الجسم وهذه العملية تساعد الجسم على إنقاص وزنه.

أما عن تناول منتجات الألبان فإنها تعطي إحساساً بالشبع فتحول دون تناول الإنسان لكميات كبيرة من الطعام، ومنهم من يرى أن منتجات الألبان تحتوي على أحماض أمينية تعمل على الحفاظ على كتلة العضلات في الجسم وهي التي تؤدي إلى عملية إحراق الدهون، يجب على الشخص قبل التفكير في تعديل الوزن أن يطرح على نفسه سؤالاً هاماً وهو: لماذا الحرص على إنقاص الوزن؟ فكل إنسان له هدف محدد من محاولة تعديل وزنه فبعض النساء يرغبن في تعديل وإنقاص أوزانهن لإرضاء أزواجهن أو لتجنب سخرية الآخرين أو لاكتساب الثقة بالنفس أو بسبب مرض معين يحتم عليهن إنقاص الوزن أو لإجراء عملية جراحية.. وهناك القليل ممن يجعلن هدفهن من تعديل الوزن تجنب السمنة والأمراض المصاحبة لها وتحسين الصحة بشكل عام. وهؤلاء هن اللاتي ينجحن في تعديل أوزانهن والمحافظة عليها ضمن المعدل الطبيعي والمقبول..

أما الباحثات عن الرشاقة بشكل سريع دون تخطيط فقد يعانين كثيراً من المحاولات المتعددة لخفض الوزن دون نتائج إيجابية على المدى الطويل؛ لأن الهدف يكون مؤقتاً ما لم يحاولن تعديل عاداتهن الغذائية الخاطئة في تحضير الطعام وكمية ونوعية الغذاء الذي يتناولنه.

إن التركيز على تقليل كمية الطعام فقط لا يساعد كثيراً في تعديل الوزن بطريقة آمنة وصحيحة ولا بد للنساء أن يعرفن هذه الحقيقة، لذلك لابد من مجهود حركي منتظم يؤدي إلى تخليص الجسم من الدهون الزائدة.

إن من يشتكين من قلة المراكز الرياضية المخصصة للنساء أو صعوبة ممارستهن لأي نشاط رياضي يتماشى مع خصوصيتهن يتناسين الأعمال المنزلية اليومية والتي تعتبر نوعاً من أنواع النشاط الرياضي والحركي، وإن كان بعض المتخصصين لا يعتبرونه ضمن الأنشطة الرياضية، ولكن إذا زاولت المرأة هذه الأعمال بالإضافة إلى رياضة المشي ولو في المنزل إذا كان المكان يسمح بذلك أو استعمال السير المتحرك الكهربائي الخاص بذلك أو الدراجة الثابتة مرتين على الأقل يومياً لمدة 20-30 دقيقة في كل مرة فالقيام بمجهود منتظم لا يشعر الإنسان معه بالتعب الشديد.


والالتزام بنظام غذائي من أهم مميزاته هو التقليل من السكريات البسيطة مثل المربى والعصائر المحلاة بالسكر والحلويات، وكذلك تقليل الدهون المستخدمة في الطهي وتناول الخضراوات وشرب كوباً من الماء قبل كل وجبة.. كل ذلك يساعد في تعديل الوزن تدريجياً وعلى المدى الطويل دون أن الشعور بالتقيد بنظام حمية قاس ومرهق.

إرسال تعليق

0 تعليقات

Ad Code

Responsive Advertisement